برمجيات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى لأنظمة التشغيل والبرمجيات و الألعاب و الفضائيات والأدب والطب وغيرهم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المواطـــــــن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mnaouar
الفضية رقم 5
الفضية رقم 5
mnaouar


عدد المساهمات : 114
نقاط : 5597
تاريخ التسجيل : 28/12/2009
العمر : 33

المواطـــــــن Empty
مُساهمةموضوع: المواطـــــــن   المواطـــــــن I_icon_minitimeالإثنين يناير 18, 2010 12:10 pm

المـــــــــــــــــــــــــواطـــــــــــــــــــــــــــــــن


لم يكن قد طرد النعاس من عينيه حينما كان يهوي بقدميه الضخمتين على ادراج السلم. تحسس ازرار قميصه للمرة العاشرة . الزر الموجود

على مستوى السرة كان ناقصا كالعادة وضع كفه في مكان الزرالمفقود ليداري به هاته الكرش المتدلية التي كان يقول عنها

"كرش الهم"

رائحة البول الممزوجة بنسمات "الريكار" لم تؤثر على مزاجه. فهو قد الفها وادمنها حتى انه لم يكن ليصحى بدونها .

مسح بيده العريضة على وجهه واصلح من شأن شاربيه قبل ان يصيخ بنبرة ناقضت ضخامة حجمه

صباح الخير .... صباح الخير ردت فضيلة زوجة الحاج خلادي وهي واقفة على عتبة بابها مرتدية بدعية وردية

حافية القدمين , تمسك بيدها اليسرى ذرع طفل في العاشرة من عمره صباح الخير السي الميلود رددتها

بصوت انثوي ملئ بالاغراء ثم نظرت الى جارها بعينين جريئتين وقحتين ضختا الدم عاليا ليحمر

وجه الرجل الضخم ويدخل يديه في جيبه كأنه يصلح شيء ما . اما هي فعضت على شفتها

السفلى باسنان من برد و داعبت خصلات شعرها الاسود بانامل ناعمة ملونة ثم اردفت :

من فضلك يا جاري العزيز اوصل ابني الى المدرسة فهي في طريقك ثم اني اخاف عليه من

الطريق واخطارها .

امسك الميلود بيد الطفل وكله يرتجف , اختلس نظرة الى جارته التي اسدارت لتدخل بيتها

كاشفة عن ردفين مكورين تفرعا من خصر نحيل . بلع كثيرا من الريق تجمع في فمه و تابع

انسيابه على ادراج السلم القدر.

تثائب عندما لفحته اشعة شمس الصيف الابدية وشعر بقطرات العرق تنزل من رقبته

لتبلل مساحة كبيرة من ظهره . اعتراه شعور بالتقزز من هدا الجسد الدي يرزخ تحه

شد بقوة يد الطفل وهو يقطع الطريق التي تفصله عن المدرسة كان يبدو عملاقا وسط

الاطفال الذين تجمعو امام الباب الحديدي المقفول وهم يصدرون صراخا وعويلا ...

وقف هنيهة ينتظر فتح الباب جال بنظره في كل الاتجاهات وقع بصره على العمارة

التي يسكنها وكانه يراها لاول مرة . لون اكلت منه السنون حتى بدا كلون شواهد القبور

القديمة .شقوق تتسع كل يوم النوافذ والشرفات مسدودة بغسيل الامس. عرف من بين الغسيل

بيجامته الزرقاء وعباءة زوجته"سكينة" . "اه سكينة "قالها في سره وتخيلها تحرث المنزل

طولا وعرضا تصارع المكانس والمناشف. ترتب الافرشة تطحن البن تشتم بنتيها الغانستين

كل هذا تفعله سكينة بهمة كبيرةوبصمت كأنها تؤذي طقوسا دينية من عهد سومر

عندما همس ابوها في اذنها ذات صيف بأن" الميلود الشعب" تقدم لخطبتها اطرقت سكينة

لحظة ثم احست ان الارض التي تحملها تحولت الى نعيم وان شيئا دافئا لذيذ تسرب الى احشائها

ليغمر كل جسدها .

تزوجت سكينة و لم تطل بها الايام لترسم بدقة خريطة خياتها المتبقية . فزوجها الميلود من

فصيلة قنوعة خضوعة تسمع نشرة الاخبار. تحفض الا ناشيد الوطنية . تتكلم عن الوطن

عن الاندلس . عن اليهود كلمات لم تكن سكينة تفهم لها معنى في الاول ثم كرهتها بعدما

ادركت ان اصحاب هاته القيم هم احط المخلوقات شانا.

كانت سكينة تحدث زوجها عن المنزل الواسع والاثاث الفاخر . عن زوجين لبنتيها العانستين

الميلود كان دائما ينسخب من ميدان النقاش مثخنا بالجراح حاملا على عاتقه اثقالا من الذل و الاحتقار.

الجيران استدعوه عدة مرات لاخماد نار المعركة التي كانت تنشب بين الزوجين وبل كان عليهم في كثير من الاحيان ان

يفوضو الاشتباك بمساعدة احتياطين من العمارة المجاورة

صحى فجأة على صوت تبين بعد ثوان ان باب المدرسة سحب على المزلاج. راقب الاطفال وهم ينجرفون الى الداخل

والبواب الاشيب يغمغم بكلمات بذيئة . كان على" الشعب" ان يلتحق بعمله في البلدية لكن عرج قبلا على الكشك . اشترى جريدته

المفضلة " الشعب" مسح بعينيه الضيقتين الصفحة الاولى ثم لف الجريدة وانطلق ينهب الرصيف متوجها الى موقف السيارات . مر في

طريقه بالمنزل ذو الطوابق الاربع والبستان الذي يحيط به من كل جانب وكأنه جزيرة سابحة في عرض المحيط .

تأمل الجدران المزينة بالغرانيت و الزليج المستورد . نظر شزرا الى الطفلين الانيقين وهما يلعبان ويمرحان

قارنهما باطفال عمارته الذين اتخذو من مياه المجاري التي تطوق عمارتهم احواضا للسباحة

ومن الجرذان اصدقاء حميمين .

الميلود الشعب يتذكر اليوم الدي اتى فيه الى هذا المكان كان ذلك قبل ثلاث سنوات . كان يمشي بخطى طاووسية

مرتديا بدلته الزرقاء لافا الراية حول عنقه .

تكلم الوالي كثيرا على الفقراء و الشباب بدا متأثرا وهو يبكي على اطفال الوطن . صفق له كثيرا من الناس وصدقه

اغلبهم . الميلود كان يناول الحجر والاسمنت للوالي عندما هم بوضع حجر الاساس لبناء حضانة لآطفال الحي.

كان الميلود يلتفت يمينا وشمالا معتزا بنفسه مفتخرا امام ابناء حيه صدق الوالي ولم يدري في خلده انه ياتي

شخص في يوم من الايام ويستولي على هذا المكان الشاسع ويبني المنزل ذو الطوابق الاربع قيل الكثير عن هذا الشبح

البعض قالوا انه والي اخرون اصروا على انه وزير سابق وظل الحديث بين المد والجزر الى ان حسمه موسى

الحلاق قالها بكبرياء وامام المسجد اانه ابن خالتي ديواني وعنده معرفة صحيحة معادلة مثيرة حفضها الناس

بسرعة وحفضها الميلود كذلك .

تذكر الميلود زوجته سكينة بصق على الارض من غيضه تمنى لو انه كان والي او ديواني

لتحترمه زوجته ويشتري عريسين لبنتيه . تأوه وشعر بشفقة تطحن قلبه على هاتين المخلوقتين اللتان

تقضيان جل يومهما في المطبخ وما تبقى من الليوم في غرفتهما تشاهدان المسلسلات. تجربان المساحيق

و الكريمات تتحدثان عن الطلاق وعن مساوئ الزواج المبكر حتى ادا قرعت الطبول ودوت الزغاريد

في مكان ما سدتا الابواب والنوافذ وسرحتا بعيدا وامارات الحزن والذهول بادية على وجهيهما

الذابلين . يتذكر الميلود وقلبه ينزف غما وحقدا لما تزوجت بنت الجيران وعمرها لايتعدى

السابعة عشر . يتذكر بنته الكبرى كيف صاحت وهاجت وكشرت وانت انينها كان شيئا مخيفا

بكى له الرجل الضخم وثارت سكينة على الميلود . على بنتيها . على العمارة . رأى الميلود

ذلك اليوم الذي لن ينساه الام الباكية . الحاقدة . المتمردة الذليلة .. قفزت من عينيه دمعة حارة مسحها

بكم قميصه ... كان قد وصل الى الموقف .

كان موقف السيارات يعج بالناس من مختلف الاعمار والاجناس .سيارات اجرة واخرى عادية

سباق وهرولة . شتائم ومصارعات . تحرشات واغراءات . تفتيش حقائب ومساومات

السائقين هم اسياد الموقف زبائنهم المفضلين النساء واصحاب البذل الرسمية اما عامة الناس فهم

حميرا وبغالا تارة وطنوحة وعروبية تارة اخرى . الميلود جلس على صفيحة زيت فارغة

كور شمة عظيمة ودسها تحت شفته العليا ثم ضغط بكلتا يديه على راسه محاولا افراغه

من هذا الصداع الذي يجتاحه كلما تاخر دفع الاجور او سمع عن مجزرة ذهب ضحيتها كذا انسان

صداع اليوم كان حادا فكر الميلود في العودة الى البيت لكن صورة سكينة وهي تستوجبه

طردت من راسه هته الفكرة اللعينة . مسح عرقا غزيرا فاض من رقبته الغليضة لكن الصداع

زادت حدته احس الميلود ان مخه تحول الى اسفنج وان يدا غليضة تعصره عصرا .

تأوه ويده على فمه حتى لا يجلب انظار المارة .ارتجف فجأة و يده تقطر عرقا كشف عن

ساقيه لقد شعران جيشا من النمل يسرح في رجليه " لاشيء " ردد هذه العبارة بصوت مسموع

اتكأ على يده محاولا الوقوف . لكنه احس بدوار شديد وغثيان مرعب . جلس ثانية تامل انامله وهي ترتعش

ضغط مرة اخرى على راسه ليطرد هته الصور المتشابكة التي طغت على مخيلته . ذكريات قديمة

من عهد الطفولة واخرى حديثة . صور افلام شاهدها اصوات تامره واخرى تستعطفه صياح حيوانات

وهدير محركات كل هاته العناصر اختلطت في راسه لتصنع شيئا غريب مبهما ومخيفا . اغمض جفنيه تراءت له فضيلة

بخصرها النحيل عانقته جذبته برفق ادخلته الى المنزل ذو الطوابق الاربع .داخل اليت سكينة تشرب الشاي

والبواب الاشيب يغازلها . فتح عينيه ليكتشف نفسه جالسا على صفيحة الزيت الفارغة وسط حشد

من المخلوقات . حاول الوقوف انتصب كجذع شجرة جاف عرق غزير تصبب من جبهته و غمر عينيه

حاول جاهدا ان يتكلم ان يتذكر ان يرى لكن الضباب غشى كل شيء حتى الاصوات لم يعد يسمعها

احس انه يسقط ويتدحرج ايادي كثيرة تحسسته ايادي اخرى صفعته و فتحت عينيه لكنه لم يعد يرى

استسلم بلذة لهذا الشيىء الذي يشبه النوم.....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المواطـــــــن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
برمجيات :: أدبيات :: منتدى القصص الأدبية-
انتقل الى: