( - محاولات - معاناة - مشاكل - من أجل تعلم - ركوب الداراجة - ) - ( - بقلمي -)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



بسم الله الرحمن الرحيم



نبدأ على بركة الله





خرج جهاد من منزله سعيدا لأنه اشترى دراجة رائعة، وقد كان سعيدا بذلك وأراها للجميع ، وقد كانت جميلة جدا وأعجبت الجميع،عاد إلى منزله وكلم أباه بخصوص الدراجة، وحدثه عن ماحدث، لكن المشكلة الكبيرة هو أن جهاد لم يسبق له أن ركب دراجة، وهذا يعني أنه قد يواجه صعوبات في التعلم، وبالطبع هذا ما سيحدث في هذه القصة، خرج بصحبة الداراجة وركب عليها وبدأ بالتقدم لكنه كان ينظر إلى العجلة وهي تدور وتدور، فسقط وبدأ الكل بالضحك،أتى إليه بعض الأصدقاء وشرحو له بعض الأمور، حاول من جديد ولكن المشكل يتكرر ويتكرر، مر اليوم كاملا ولكن بدون فائدة تذكر، لم يستطع أن يفعل ذلك كما أنه تعرض لعدة إصابات، كلم أباه وطلب منه أن يعلمه لكن رد الأب كان واضحا، وهو أن يعتمد على نفسه

وألا ينتظره، وقد عمل بنصيحته ، اليوم الثاني... خرج مع دراجته و الكل ينتظر ويترقب ماذا سيحدث ، كان الجميع يستمتع معه، ركب على الدراجة وحاول من جديد فنظر إلى العجلة وهي تدور وتدور فسقط من جديد ، قرر أن يترك الدارجة لكنه رأى شخصا في مثل سنه يتعامل معها بكل سهولة، وهو يمر من أمامه بسرعة البرق فغير قراره، وواصل محاولاته لكن لم ينجح...وبعدها اتفق الأصدقاء فيما بينهم، وهو أنهم وضعو له الحلوى المفضلة لديه في مكان مكشوف، وطلبو منه أن يتجه إلى ذلك المكان الذي توجد فيه ، وإن أخطأ ونظر إلى العجلة فقد تختفي تلك الحلوى من هناك، أما هو فقد كان سعيدا ،لأنه يحبها كثيرا أكثر من أي شيئ ، ركب على دراجته وانطلق من دون أن ينظر إلى العجلة، فقد كان ينظر إلى الحلوى فقط، وقد نجح في ذلك وأفرح الجميع ، أما هو فلم يعلم أي شيئ فقد كان عقله يفكر في شيئ آخر لكن لسوء الحظ كان هناك أحد

الأشخاص يدعى بلال متجها نحوه، وهو مثله تماما لا يقود الداراجة بشكل جيد، وقد كان يتعلم أيضا فلم يعرفا ماذا يفعلان وصرخا فاصدطما معا، فأتت الاسعاف وأخدتهما ، يبدو أنهما قد تعرضا لبعض الجروح وقد كانا في حالة يرثى لها، ووضعا في نفس الغرفة والكل ينظر إلى الآخر، ودار حديث بينهما ومن خلال ذلك تبين بأن الآخر أيضا كان قد وضع له طعام من أجل أن يتعلم لأن مشكلتهما واحدة، ذخل الطبيب وأخبرها بأن يبتعدا عن الدراجة لأن سقطة أخرى قد تؤدي بها إلى أشياء خطيرة، فحزن جهاد وبلال ، ذخل الأب وهو يبتسم ' لا عليك ياجهاد وأنت كذلك يا من لديه نفس المشكلة وأنا أقصدك يا بلال' بعد ذلك عاد الأب برفقة ابنه ، أما الفتى الآخر فقد تمت المناداة على والده لكي يأتي ويحضر ابنه، حزن جهاد على ذلك وجلس قرب المنزل وهو يفكر في ماذا سيفعل... ولماذا قال الطبيب ذلك ، وبعد مرور الأيام أتى بلال إلى جهاد وهو يقود الدراجة بشكل جيد جدا ،

جهاد : كيف تعلمت ذلك ؟ ألم تستمع إلى ما قاله الطبيب

بلال : أخبرني والدي شيئا وهو سر... لن أقول لك

جهاد : أخبرني وإلا...

بلال : وإلا ماذا ؟

جهاد : وإلا سألت أبي أيضا

بلال : إلى اللقاء

ذهب جهاد إلى أبيه وأخبره عن ما شاهده فأخبره بأن بلال قد سمح له الطبيب بذلك بعد أن غادرنا المكان، لأنه أخطأ في حساباته في المرة الأولى ، حزن جهاد كثيرا وقرر أن يستيقظ في منتصف الليل وذلك مافعله، أخرج دراجته وبدأ يتدرب ولم يبالي بما قاله الطبيب، وقد استعمل تقنية الحلوى وهو أنه تخيل ذلك في أحد الأماكن وبدأ يتجه إلى هناك، وقد نجح ولم يسقط والمشكلة أن نفس المشكل تكرر لأنه رأى بلال يتجه نحوه، ولكن لحسن حظ بلال أنه تعلم قليلا بعكس جهاد وهذا ما جعل بلال يتصرف بشكل جيد أما جهاد فقد سقط من جديد، فبدأ يبكي ويقول : لن أستطيع أن أركب الدارجة من جديد..أبي..أبي... فأيقظه أبوه ' بلى يابني تستطيع أن تركب الدارجة' لأن جهاد كان يحلم فقط ويبدو أنه لم يستيقظ في منتصف الليل بل إنه حلم حلما بدلا من ذلك ، ووجد نفسه في الفراش أمام والده ، فأخبره بالحقيقة وهي أنه اتفق مع الطبيب فقط وهذا لكي يرى ردة فعله ولكي يرى هل سيستسلم أم لا ، أما بلال فقد كان يعلم بذلك الأمر ولذلك واصل وتعلم

جهاد : علمني يا أبي أرجوك

الأب : لقد قلت لك...

جهاد : حسنا فهمت

بعدها غادر الأب لكن جهاد حاول أن يلاحقه وبالدارجة، ومن دون أن يراه ، مع أنه سيسقط ويسقط إلا أنه سيواصل وهذا لكي يتعلم ، وذلك ما حدث إلى أن وصل الأب إلى أحد الأماكن الفارغة وأخرج دراجة وركب عليها ولكن المفاجأة هوأن والده كان يتعلم أيضا،لأنه لا يعرف كيف يقودها أيضا، ولذلك كان يرفضطلبات ابنه، وحينما شاهده جهاد وهو يسقط ضحك كثيرا ، ومع ذلك فقد غادر المكان، واتجه إلى مكان آخر وهذا من أجل أن يواصل محاولاته، إلى أن أتى ذلك اليوم الذي تعلم فيه، وأصبح يمشي فيه بحرية أما الأب فمازال يعاني من ذلك

الأب : أحسنت يا بني..بتعلمك للدراجة

جهاد : شكرا لك يا أبي فقد كان هذا بفضل نصائحك

الأب : هيا أرني كل المهارات التي تعلمتها

جهاد : لا يا أبي ستنقل مني...لا لا..أنا أقصد..

الأب : لا تقلق يا بني فأنا احترفت الدراجة حينما كنت في مثل سنك

جهاد : هكذا أذن يا أبي ... جيد

غادر الأب وهو سعيد وحزين في نفس الوقت، وذلك بسبب الداراجة ، بعدها عاد الأب إلى المكان الذي يتدرب فيه، وأخرج الدراجة فتدخل ابنه

جهاد : أبي ماذا تفعل هنا... لماذا لم تخبرني بأنك تملك هذه الدراجة الرائعة ؟

الأب : كنت سأحضرها إلى المنزل اليوم لتراها

جهاد : حسنا يا أبي هيا...علمني تقنيات جديدة

الأب : هيا فلنعد إلى المنزل على أقدامنا ، فذلك أفضل وهذا لأنني لم أتمشى منذ زمن، فقد كنت أركب على هذه الدراجة الجميلة دائما

فأنصت إليه ابنه وقرر أن يعود معه إلى المنزل، وفي طريقهما مر بلال بدراجته مسرعا، فكان ذلك بمثابة تحدي لجهاد فركب على دراجته ولحق به، وهذا من أجل أن يتسابق معه ، أما الأب فلم يفعل شيئا... وبعد مدة قصيرة عاد بلال إلى أب جهاد وأخبره بأن ولده قد تعرض لحادث خطير، كما أخبره بالمكان الذي مسافته بعيدة بعض الشيئ عنه ، فشعر الأب بالخوف...ومن دون أي تردد ركب على الدارجة وتوجه إليه مباشرة، وقد نجح في سياقتها ، وصل إلى المكان المطلوب فوجد ابنه يعطي النصائح لبعض المتعلمين، فعرف بأن هذا كان مجرد اتفاق فقط ، وكشفت الخدعة وعلم الكل بالحقيقة، وقد كان الأب سعيدا بجهاد وبصديقه بلال، وهكذا يكون الجميع قد تعلم .