برمجيات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى لأنظمة التشغيل والبرمجيات و الألعاب و الفضائيات والأدب والطب وغيرهم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لماذا يموت ابي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mnaouar
الفضية رقم 5
الفضية رقم 5
mnaouar


عدد المساهمات : 114
نقاط : 5787
تاريخ التسجيل : 28/12/2009
العمر : 34

لماذا يموت ابي Empty
مُساهمةموضوع: لماذا يموت ابي   لماذا يموت ابي I_icon_minitimeالإثنين يناير 18, 2010 12:06 pm

لماذا يموت ابي





ليتني كنت اعلم انه سيموت عندما رايته يهم بالخروج كعادته متثاقلا و كانه يجر جسمه بالرغم من انه كان مريضا الا انه نظر الينا مثلما كان ينظر الينا كل يوم شرب قهوته مثلما كان يشربها كل يوم مسح فمه بكفه مثلما كان يفعل كل يوم ليس هناك من اشارة تدل على اننا لن نراه حيا و مع ذالك خرج نعم خرج من دون ان يقول لنا انه سيموت.كنت ادرك دائما ا ن ابي سيموت لكن ادراكي حتى و ان كان يقينا لم يكن ذالك اليقين الذي اصدق انه يحدث كل يوم كان يقينا مؤجلا الى ما لا نهاية.لم افكر ابدا انك ستموت قبل ان اعرف ذالك كل الناس يموتون و انت واحد من الناس الا انني لم اصدق انني لن اراك بعد هذا الصباح لماذا لم اعرف كنت ساعانقك و اقول لك كلاما وكلاما كنت سابكي على صدرك غير مهتمة باحد كنت ساقول لك كم انا احبك وكم انا سعيدة بك و كم ساكون شقية بفراقك يا من لم اعرف رجلا احن و لا ارق منه.خرجت و لم انتبه اليك و رايتك تبتعد و تجذب الباب من وراءك بتلك اليدان اللتان طالما داعبتا خصلات شعري و مسحتا الدمع عن خدي رايت تلك العينين و لم اشك لحظة اني ارى بريقهما لاخر مرة.

عندما علمت بموتك كلما احسسته هو اني احبك و اني اريد ان اراك حيا و لو لدقيقة واحدة اردت ان تقول لي لاخر مرة انك تحبني و انك آسف لمغادرتي آسف لانك ستتركني يتيمة آسف لانني لن استطيع بعد اليوم ان اقول ابي.

عندما عانقتني امي و ضغطت علي ادركت هول الكارثة اللتي حلت بنا لم تكن امي تبكي كانت تئن انين تتخلله هلوسة و كلاما بسيطا بساطة الاحاسيس اللتي نحملها في صدورنا احسست برغبة في البكاء ومع هذا لم تنزل من عيني دمعة واحدة تركت راسي يتهاوى على كتفها و بقيت هكذا برهة من الزمن حتى جذبني اناس كثيرون دخلو الدار بعد ما سمعو صراخ اخوتي .

لم اكن في كامل شعوري و الناس يعانقونني و يواسونني تصنعو بعض الحزن على وجوههم لكني كنت اعلم جيدا ان لن يستطيع كائنا على الارض ان يقاسمني هذا الحزن الكبير كنت وحدي في هذا البحر المتلاطم من الاحزان و المشاغر الغريبة

خرجت يا ابي و لم تنتبه الي لم تنظر اليا النظرة الاخيرة و كانك سوف تعود كنت اظن ان الموتى ينظرون دائما النظرة الاخيرة كنت احسب ان فراش الموت يوجد دائما في البيت و ليس في مكان آخر لماذا لم تمت في حجري وددت لو كنت حاضرة لاشهد انطفاء ذاك اللمعان اللذي يسكن عينيك ترى في من فكرت و انت تسقط على الارض ام ان الالم انساك التفكير في اي شيء.

قيل لنا ا ن ابي نقل الى لمستشفى هل استطيع ان اراك ميتا و انا طول حياتي لم اراك الا حيا من اين تاتيني الشجاعة و ارى عينيك الفا رغتين من اين ياتيني الاقدام و المس جسدك البارد

ذهبت مع من ذهب امسكوني من يدي و ادخلوني غرفة رائحة غريبة وجثة عليها غطاء ابيض رأيت الناس يكشفون الغطاء و ينظرون اقتربت منك و نظرت الى وجهك صرخت انه ليس ابي نظرت الى من حولي باحثة عن تاكيدا في عيونهم لكنهم عانقوني و جذبوني الى خارج الغرفة عدت ثانية و كشفت عن الجثة بكاملها تأملت يديك و رجليك كان بمعطفك تراب قبلت يديك و انا انفض التراب عن معطفك ما اقساك ايتها الدنيا كيف لنا ان نقبل با العيش في احضانك بهاته الشروط المجحفة هذا ما تبادر الى ذهني حينما رايت جثمانك يا ابي.

عدت الي الى البيت بحثت عن مكان اختلي فيه بنفسي لم اجد مكانا جلست بين النسوة غير آبهة بكلامهن كان حديثهن عن ابي و عن ما جرى له و عن اشفاقهن على ابنائه وكان حديثهن يتفرع ليشمل مجالات بعيدة كل البعد عن هذا الحدث الاليم و في بعض الاحيان يضحكن فاذ نظرت اليهن حاولن اظهار الحزن و قلن لبعضهن كلنا سنموت نعم كنت اقول في سري كلنا سنموت لكن هاته الكلمة نقولها بسطحية مبالغ فيها عندما يكون الميت هو ذالك الآخر اللذي لا نعرفه اما انا فحياتي اصبحت كقطار غادر سكته و لا احد يدري في اي واد سيسقط.

هاته سنة الحياة قالها كل من عزاني و واساني كنت اشعر بالنفاق في كلامهم عزاءهم كان كلمات جاهزة كانت جمل آلية فارغة فراغ جثمان ابي كنت اود ان اسمع اي كلمة غير كلمة عضم الله اجرك كرهت هاته الكلمة الفارغة المستفزة آه لو امسك احدهم بيدي و قال لي كلاما من القلب او نظر الي مجرد نظرة احس فيها بما اعانيه.

في المساء لم يبقى في البيت الا بعض الاهل اللذين جلسو يشربون القهوة و يتكلمون عن اجراءات الدفن كلامهم كان مو حشا فضا و كانهم يتكلمون عن جثمان غير جثمان ابي نهظت متثاقلة الى مخدعي احاول ان الملم ذكرياتي مع ابي صورته و هو يخرج صباحا كانت الصورة الطاغية على مخيلتي لقد نسيت كل ذكرياتي مع ابي و لم اعد اتذكر سوى صورته وهو يهم بالخروج صباحا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لماذا يموت ابي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هل تعلم لماذا لاينشرح صدرك ويزول همك رغم انك تصلي وتقرأ القران؟‏

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
برمجيات :: أدبيات :: منتدى القصص الأدبية-
انتقل الى: